لا حب جنسى إلا من خلال الزواج , و لا زواج إلا من خلال الحب
لأن كل حب خارج الزواج يحمل جرثومة تحطيم نفسه إذ يكون فاقداً القدرة على تكوين الشركة ... فالنفس البشرية لا تستطيع أن تجرد الحب الجنسى من تعبيره الطبيعى الجسدى , فالجسد فيه لابد أن يكون له نصيب , و هى لا تستطيع أن تقاوم بصفة مستمرة فرصة حمل الثمار إذ أن الحب الجنسى الحقيقى لا معنى له بدون العائلة و الطفل
يرى "سورين كيركجارد" مؤسس الوجودية المسيحية أن الزواج يقضى على الحب !!! و نحن هنا نخالفه الرأى
و وجهة نظر كيركجارد أن عاطفة المشاركة التى تنشأ بين الرجل و المرأة لابد من أن تضعف تحت تأثير الحياة العادية الرتيبة , و أن هناك استحالة تحقيق توافق بين حياتين روحيتين غير متكافئتين , كما يرى عدم تساوى الطرفين المشتركين بحيث لا يستوعب أحدهما الآخر ... و تمتد أخطاء كيركجارد إلى حد أنه يتهم المرأة بالأنانية فى الزواج عندما يقول أن المرأة تلتهم الرجل بمجرد أن يصبح زوجاً لها ... أى تستغلّه أسوأ استغلال
و نحن نخالف هذا الفيلسوف لأن الزواج ليس هكذا فى المسيحية , فالمرأة لا تلتهم الرجل , و لا الرجل يجرى وراء شهوته الجامحة فى الزواج ... لأن المسيح فى سر الزيجة يلغى عقدة النقص عند المرأة و عقدة التسلط عند الرجل . فالمرأة لا تعود تصبح ابنة لحواء تسعى إلى امتلاك الرجل لشعور دفين بنقصها عن الرجل , و لا الرجل يسعى لإذلال المرأة و السيطرة عليها لشعور عميق بالتعالى عليها ... ففى المسيح يسوع ليس ذكر و لا أنثى , بل الزوجة تهب و تحترم زوجها , و الزوج يحب زوجته كنفسه , و هكذا فى إطار سر الزيجة تختفى العلاقات الناجمة عن العصيان و تظهر العلاقات الناجمة عن الحياة الجديدة التى فى المسيح يسوع
No comments:
Post a Comment