هل الشفقة و العطف على إنسان من الجنس الآخر تعتبر نوع من الحب ؟؟؟؟
هناك شفقة قد تكون مظهر من مظاهر الإذلال للشخص الذى نشفق عليه , ذلك عندما تحمل الشفقة معانى الاستعلاء و عندما يجرح المحسن كرامة الشخص الذى يعطف عليه ... و هذا ما يحدث عندما يعطى إنسان غنى متكبر أحد الفقراء لكى يمتع نفسه بإذلال الشخص الواقف على بابه فترة طويلة ينتظر احسانه
و بالنسبة للجنس الآخر فقد تكون أعمال الشفقة نوعاً من الخداع الجنسى الذى تحدّث عنه فرويد كثيراً , فالشاب المراهق الذى يذهب ليساعد قريبته أو زميلته الطالبة فى مادة الرياضيات أو اللغة الانجليزية ( على سبيل المثال ) , و هو هادف إلى التلذذ بالنظر , إنما يحمل عمل الشفقة عنده خداعاً جنسياً يلزم مواجهته
و الطبيب الذى يشفق على ممرضته اليتيمة ليس لأجل يتمها فحسب و لكن لأجل جمال جسدها أو رقة شخصيتها و رغبة منه فى إيجاد علاقات تعاطف بينهما , إنما يخفى وراء عمل الشفقة بداية عشق جنسى يحتاج إلى مصارحة و كشف أمام الضمير
و الحب الجنسى أحياناً يأتى على أعقاب شعور حاد بالشفقة , و لهذا يلزم أن يمتحن الإنسان نفسه فى علاقات الشفقة مع الجنس الآخر سواء كان متكافئاً أو غير متكافئ فى السن أو المركز الاجتماعى حتى لا ينزلق إلى هاوية العشق ... و إذا أحس الإنسان بانجذاب عاطفى فليفحص نفسه لئلا يكون مسوقاً بالغرائز و الانفعالات ... أما إذا وجد الحب عنده متوفر الشروط من إلهام و عفة و طهارة و نضج و حرية و التزام , هنا تكون عمليات الشفقة قد مهدت إلى زيجة ناجحة خالية من عبث العاشقين و استهتارهم
فى المقال القادم سنبدأ فى دراسة مقومات و شروط الحب الحقيقى ... و سنبدأ بالنضج من كافة جوانبه ... فتابعونا
No comments:
Post a Comment